Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
ICI LE SUD

هنا الجنوب | آخر الاخبار السياسية و الرياضية و الثقافية، مقلات راي، حورات حصرية، اهم الفيدواهات المتداولة على الشباكات الاجتنماعية، تسجيل لاهم البرامج و الحورات التلفزية و الاذاعية. بالجنوب التونسي ..كونوا في الموعد

لجئات في مخيم الشوشة : حكايتهن تولد من رحم التجربة الأليمة

Publié le 9 Novembre 2012 par Ines Latrach

تحت شمس حارقة يذكّرنا لهيبها بأيّام الصّيف المحرقة بالجنوب التونسيّ .اتخذت مريم صوماليّة الأصل والبالغة من العمر أربعين سنة مكانا ظليلا تكدّست به بعض الأواني التي همّت بغسلها" هذا ما تعوّدت على فعله كلّ صباح " هكذا تحدّثت اللّاجئة الصوماليّة بمخيّم الشوشة التي زارته جريدة 30 دقيقة محاولة نقل مشاغل المرأة والواقع الأليم الذي تعيشه في المخيّم

كان المخيّم أكبر ممّا كنّا نتصوّر فهو يظمّ الآن 1600 لاجئ إلى جانب 280 لم يقع الاعتراف بهم من قبل المفوّضية السامية لللاّجئين وتوكّل مهمّة الخدمات في المخيّم الى منظّمة الإغاثة الإسلاميّة في حين تعتني المفوّضية بحماية اللّاجئين وتمكّنهم من النشاطات الثقافيّة والصّحيّة وقسّم المخيّم إلى خمسة أقسام لكلّ قسم حرف باللّغة الفرنسية وهم بالترتيب:(ارتريا ،الصومال ،دارفور،أثيوبيا ،التشاد)وحسب ما صرّح به محمّد مسؤول عن شؤون اللّاجئين بالمخيّم فإنّ العدد انخفض حيث وصل العدد في البداية إلى 10000 آلاف لاجئ لكنّه الآن لم يتبقّ سوى 1600 إضافة إلى الأشخاص الذين ليس لهم الحقّ في اللّجوء والذين لم يقبلهم أيّ بلد إلى غاية الآن ،بدا المسؤول مرتبكا بعض الشّيء وبدت المعلومات شحيحة لكن ذلك لم يمنعنا من طرح بعض الأسئلة التي وجدنا الإجابة عنها داخل المخيّم

المرأة والمأساة الحقيقيّة

بوصولنا إلى الدّاخل ومعاينة المكان عن كثب تبادر إلى أذهاننا مباشرة موضوع المرأة ووضعيّتها الصعبة كيف تراها تتدبّر أمورها ماذا عساها أن تفعل في ظروف قاسية جبرتها على العيش هنا والقيام بدورها كزوجة وأمّ عليها القيام بواجباتها داخل المخيّم في ظروف قاسية ومنعدمة خديجة (51 سنة)وأمّ لخمسة أطفال تقول أنّها تعيش في ليبيا منذ سنوات عديدة جاءت مع زوجها هربا من الحرب وصعوبة الحياة في بلدها لكن شاء القدر وتوفي زوجها في ظروف غامضة قبل الثورة اللّيبيّة وتقول مأساتي قبل وبعد الثورة فلم أجد من منفذ سوى هذا المخيّم الذي أقضّي به غالب الوقت مع أطفالي الخمسة الذين أقوم برعايتهم في ظروف أعتبرها صعبة للغاية ولكم أن تروا وتصوّروا وتنقلوا ذلك.حبّابة(40 سنة) لا تختلف قصّتها كثيرا عن سابقتها فهي كذلك أم لثلاثة أطفال فقد زوجها أثناء الثورة اللّيبيّة ولا تعرف عنه أيّة أخبار أو معلومات وعليها عدم التفريط في أبنائها التي تقوم بإيصالهم يوميّا إلى المدرسة هنا بالمخيّم ثمّ تعود إلى الخيمة لتغسل الأواني وتعدّ الطعام وترتّب الخيمة .بدأت الحرارة تشتدّ ،ولكن ذلك لم يمنعنا من مواصلة المشوار والبحث في تفاصيل مختلفة وحكايات علّنا من خلالها نصل إلى نقل ما تعانيه المرأة داخل المخيّم ونحن كذلك لفت انتباهنا شابّة في مقتبل العمر لم تفاح رداءة الطّقس والظروف القاسية التي تعيشها في إخفاء ابتسامتها الجميلة هي شابّة صوماليّة قدمت إلى المخيّم منذ الثورة برفقة أمّها وأبيها وإخوتها السّبعة "أنا الكبرى في إخوتي وعليّا تحمّل المسؤولية مع أمّي فأنا أساعدها على التنظيف والإعتناء بإخوتي الصّغار وكلّما وجدت وقتا للمدرسة أذهب لحضور درس الإنجليزيّة والفرنسية وعن أحلامها تقول أنّها ستصبح في يوم ما صحفيّة قلت ذلك ودمعة غزيرة ملأت عينيها ...شابة في مقتبل العمر وضعتها الأقدار في هذا المخيّم فصنعت من الضّعف قوّة وهي لن تفقد الأمل في الوصول إلى أمريكا مع عائلتها :"قريبا سنخرج من هذه الأزمة وسنعيش حياة هنيئة كباقي الناس "...والدتها التي بدت عليها علامات التعب والإنهاك تمسّكت بزيّها الصومالي وحافظت عليه تقول وأمل نستشفّه من نظراتها :"نعيش ظروف قاسية هنا علينا تحمّل المشاق فالخيمة صغيرة وعددنا كما ترون كبير وعلينا تدبّر أمورنا رغم ضيق ذات اليدّ.

تحدّي الصعاب وطلب العلم

بدت منشغلة بكرّاساتها وكتابة بعض الكلمات منها ماهو بالإنجليزيّة ومنها ما كتب باللّغة العربيّة ،زيّ جميل وابتسامة أجمل تلك هي دار السّلامة محمّد البالغة من العمر (37)وأمّ لستة أطفال تأتي معهم إلى المدرسة ولم تفوّت هي أيضا فرصة التعلّم والدراسة خاصّة التركيز على اللّغة الإنجليزية :"صحيح أنّ ظروفنا المعيشيّة صعبة لكن ماذا سنفعل لقد قدمنا إلى هنا خشية من الحروب فقد فقدت زوجي في الثورة اللّيبية وفقدت بفراقه كلّ أحلامي كان يعمل بليبيا ويوفّر لنا العيش الكريم وقوت يومه ،لكن نحن الآن نعيش ظروفا قاهرة خاصّة في الشّتاء لكم أن تتخيّلوا الوضع ."ونحن نتجاذب أطراف الحديث قدمت السّيدة حرّة عبد الرّحمان ابنها الذي تقوم بإيصاله الى المدرسة كل يوم قائلة نحن نمرّ بلحظات عصيبة ونحاول تدبّر أمورنا فالحياة قاسية هنا لكم أن تتخيّلوا كيف نقوم بالطهي وغسل الأواني ،والاستحمام الذي يصبح صعبا في الشّتاء زادت في قسوته الخيام التي تسمح بتساقط مياه المطر فوق رؤوسنا دون أن نذكر الأمراض التي تتفشّى في الشّتاء والتي يعاني منها أطفالنا وليس لنا من حلّ سوى الصّبر والرضا بما كتب الله لنا به ولكن نحرص على أخذهم إلى المدرسة للتعلّم واللّهو وأحيانا لدرس معهم عندما نجد الوقت لذلك كما نقوم بتعلّم بعض الصّناعات اليدويّة كالملابس الصوفيّة وغيرها وكلّنا أمل في أن نجد بلدان تستقبلنا وتوفّر لنا الرّعاية والحماية .

فاطمة صلالة بدت متأنّقة تضع زيّا جميلا وبعض مواد التجميل لتبدو أكثر جمالا وأناقة بالحديث معها تقول أنّها قدمت من التشاد وتبلغ من العمر سبعة وعشرين سنة تحلم بالعيش الهنيء وباللّجوء إلى بلدان أوروبيّة تقدّم لها الحماية وتساعدها على تحقيق أحلامها وفي انتظار ذلك هي الآن منكبة على تعلّم اللّغة الإنجليزية والفرنسية حتّى وإن سافرت فلن تجد صعوبة في التواصل.

أحلام أسرة

غادرنا المدرسة وكلّنا أمل في أن نجد أكثر عدد من النساء ليتحدّثن عن حياتهم في هذا المخيّم وكيف ينجحن في تربية الأطفال والقيام بكلّ الشؤون والواجبات في ظروف لا يمكن وصفها إلاّ بالقاهرة والصّعبة ،واصلنا المسير تحت الشمس الحارقة والتربة الصّحراويّة الرّطبة وتحدّثت مع بعض اللاّتي دعونني إلى زيارة دارفور بالمخيّم هناك قسّم المخيّم ألى قسمين الأوّل لغير المتزوّجين والثاني للعائلات قصدنا المكان برفقة صبيّ صغير حدّثنا عن فرحته الكبرى بقبوله وعائلته بأمريكا وحدّثني عن أحلامه بالعيش هناك ونحن نتجوّل بالمكان لفت انتباهنا خيمة جميلة وواسعة قسّمت إلى أجنحة هذا للنوم وذاك للطبخ وآخر للإستحمام دون أن ننسى ذكر النبتات الجميلة التي زرعت أمامها رفضت الأمّ التصوير لكن سمح لنا الأب ايمن الباغل 38 سنة بالتقاط صورة له ولابنه الذي ولد في هذا المكان كما ترون نحرص على التأقلم مع الحياة هنا تقوم زوجتي باعداد الطّعام وغسل الملابس وقد قسّمت المكان وتفننت في تزيته بالحديث معها تقول أنّه أكثر شيء يؤرّقها هو ابتها محمّد الذي يشكو من بعض الأمراض كما تحدّثت عن رداءة الخدمات الصّحيّة ونقص في الأدوية التي غالبا ما تقوم باقتنائها على حسابها الخّاص .

هذه العائلة وإن عانت من مرض ابنها ألاّ انّ حالها يعنبر أهون من العديد هنا فهي تمتلك جهاز تلفزة ولاقط هوائي وموقد وغيرها من الكماليّات .

كانت هذه حال حياة المرأة بهذا المخيّم حكايات تولد من رحم التجربة الأليمة التي جعلت من النساء يعشن ظروفا قاهرة وصعبة لا تواسيهنّ في الحياة إلاّ أمل الهجرة إلى بلدان أوروبية تفتح لهنّ أحضانها وتوفّر لهم سبل الحياة الكريمة .

نقل وصور إيناس الأطرش

 

لجئات في مخيم الشوشة : حكايتهن تولد من رحم التجربة الأليمة لجئات في مخيم الشوشة : حكايتهن تولد من رحم التجربة الأليمة
Commenter cet article